المسؤولية الاجتماعية
المقدمة
يعيش الإنسان داخل مجتمع يربطه بأفراده روابط متعددة، وتفرض عليه التزامات وواجبات تجاههم. ومن هنا تبرز المسؤولية الاجتماعية كأحد القيم الأساسية التي تحدد علاقة الفرد بغيره، فهي تعني التزام الإنسان باحترام القوانين والأعراف، والمساهمة في خدمة الصالح العام. لكن يطرح السؤال: هل المسؤولية الاجتماعية واجب أخلاقي ينبع من الضمير، أم هي مجرد التزام قانوني تفرضه القوانين؟
العرض
-
أطروحة الرأي الأول: المسؤولية الاجتماعية واجب أخلاقي
يرى أنصار الأخلاق المثالية، مثل "كانط"، أن المسؤولية الاجتماعية تنبع من الضمير الأخلاقي للفرد، فهي التزام ذاتي نابع من الإيمان بضرورة احترام حقوق الآخرين وخدمتهم. فالإنسان المسؤول هو من يؤدي واجبه تجاه مجتمعه طواعيةً، حتى في غياب القوانين، إيمانًا منه بأن الخير العام مسؤولية مشتركة. -
أطروحة الرأي الثاني: المسؤولية الاجتماعية التزام قانوني
في المقابل، يرى أنصار الفكر الوضعي أن المسؤولية الاجتماعية ترتبط بوجود القوانين والأنظمة التي تفرض على الفرد احترام حقوق الآخرين. فبدون هذه القوانين، قد يسود الفوضى وتضيع الحقوق، لأن الضمير وحده لا يكفي لضبط سلوك جميع الأفراد. -
التركيب
من خلال ما سبق، يتضح أن المسؤولية الاجتماعية تتأسس على عنصرين متكاملين: الضمير الأخلاقي الذي يدفع الفرد إلى القيام بواجباته طوعًا، والقانون الذي يضمن احترام هذه الواجبات من قبل الجميع.
الخاتمة
يمكن القول إن المسؤولية الاجتماعية ليست مجرد واجب قانوني ولا التزام أخلاقي فقط، بل هي مزيج من الاثنين. فالضمير يوجه الفرد نحو الخير، والقانون يضمن تطبيقه في الواقع. وبهذا تتحقق العدالة، ويزدهر المجتمع في بيئة يسودها التعاون والاحترام المتبادل.