الشعور واللاشعور

11 Aug 2025, 22:21

الشعور واللاشعور

المقدمة
يُعتبر الشعور خاصية أساسية تميز الإنسان عن غيره من الكائنات، فهو الوعي الذي يمكنه من إدراك ذاته والعالم الخارجي. وقد ساد الاعتقاد طويلًا أن الإنسان كائن واعٍ فقط، وأن كل أفعاله وأفكاره نابعة من وعيه الكامل. لكن ظهور نظرية اللاشعور قلب هذه الفكرة، وأثار جدلًا فلسفيًا حول: هل سلوك الإنسان محكوم بالشعور وحده، أم أن للاشعور دورًا أساسيًا؟

العرض

  1. أطروحة الرأي الأول: الشعور أساس السلوك الإنساني
    يرى أنصار الفلسفة العقلية، مثل "ديكارت" و"برغسون"، أن الشعور هو الذي يوجه أفعال الإنسان، لأنه يتميز بالوعي والإرادة. فالإنسان في نظرهم كائن حرّ يختار أفعاله بوعي كامل، ويستطيع محاسبة نفسه. كما أن التجارب اليومية تظهر أن الفرد يعرف أسباب تصرفاته، ويبررها بمنطق.

  2. أطروحة الرأي الثاني: اللاشعور يوجه السلوك
    على خلاف ذلك، يرى "فرويد" وأنصار التحليل النفسي أن الجزء الأكبر من حياتنا النفسية يوجد في منطقة اللاشعور، وهي مخزن للرغبات المكبوتة والصراعات النفسية التي لا يدركها الفرد لكنها تؤثر على سلوكه وأفكاره. مثال ذلك الأحلام، وزلات اللسان، وبعض العادات التي نقوم بها دون وعي. كما أن العلاج النفسي التحليلي يعتمد على الكشف عن هذه الدوافع اللاواعية.

  3. التركيب
    من خلال ما سبق، يتضح أن الشعور واللاشعور عنصران متكاملان في النفس الإنسانية. فالشعور يمثل الجانب الواعي والمنظم للسلوك، بينما اللاشعور يمثل الجانب الخفي الذي قد يفسر بعض التصرفات الغامضة. ولا يمكن فهم السلوك الإنساني فهمًا كاملًا إلا بدراسة كلا الجانبين.

الخاتمة
يمكن القول إن الإنسان ليس كائنًا واعيًا بالكامل، ولا أسيرًا للاشعور فقط، بل هو مزيج من الاثنين. فالشعور يمنحه القدرة على التخطيط والاختيار، واللاشعور يمده بالدوافع العميقة التي قد تظل خفية. وفهم هذه العلاقة يساعد الفرد على التحكم في سلوكه، وتحقيق توازن نفسي أفضل.

يرجى تسجيل الدخول لوضع علامة كمقروء.

← العودة إلى المقالات